
هو صاحِبُ الأَعْمال.. أو يَدُرُّ عَلْيه مال..
مَالَ عَنِ الحَقِّ و جَال..
و موظَّفيه ذوي عِيال..
و قاطِنينَ بضيقِ حال..
هذا المُدير ذو الرِّزق الوَفير..
يُؤْتاهُ بمجْهودِ الزَّفير..
بدياثته.. و حماقة العقل الّذي..
أَدْنى’ لَدَيَّ مِنْ عَقْل البَعِير..
ذاك المُدير الَّذي لَم يَلْتَفِت إلى أُسرة هذا المُوَّظف و لَمْ يُراعِ نَظرَة البؤس في أطفالِهِ؛ فَهُوَ مُديرٌ حَقْير..
و تراهُ يحيدَ عَنِ العَدْلِ مُفاخِراً؛ و تَعْتَليه ابتسامة الأوْغاد و المطايا سَهْلَةِ الانْقِياد..
مُتَقَرِّباً لأَسْيادِه تَقَرُّب الكِلاب حينَ تَشْتَمُّ العِظام..
ما بَيْنَ حسوماتٍ مِنْ مالِ المُوَّظَّفِ تارة؛ و إنهاء عَقْد عَمَلِهِ تارةً أُخرى و يَظُنُّ أنَّ بِيَدِهِ مُقَدَّرات الأمور؛ فاعلم أَيُّها الأَبْله أنَّ مَنْ بِيَدِهِ المُقَدَّراتِ لِيَقْدِرَ عَلَيْكَ قَدَرُكَ..
و ترى الدَهْماء مِن حَوْلِ ذلك الأَبْلَه يُمَجِّدون نقائِصه و يُسَبِّحون بِحَمْده؛ فكانوا جميعهم فِتْنَةً لِبَعْضِهم الآخر..
ذاك المُتَغَطْرِس؛ لتأْتِيَنَّكَ بَلِيَّةٍ مِنْ حَيْثُ لا تَنظُر.. و لتَقْعُدَنَّ مُرتاباً هل هي مِنْ رِزْق ابتلائِكَ؛ أَم هٍيَ مِنْ مُرِّ الدعاء عَلْيك..
و بالدُّعاءِ فارتَقب القضاء..
حَكَمْتُ عَلَيْكَ بالظِّلالِ و الانشغالِ و سَقَمِ البالِ و الوبالِ وسوءِ المُنْقَلَب في المال و الأَهلِ و العِيال..
حَكَمْتُ عليكَ بالتأنيب و التعذيب و التَرْهيب و في الصَّدر مُتَّقَدٌ لَهيب..
حَكَمْتُ عَلَيْكَ بالارْتياع و انعدامِ الأَتْباعِ و رِفْقَةِ الأَوْجاع..
حَكَمْتُ عَلْيكَ بالدَّسائِس و نَقْصِ النَّفَائِس و حَظّ بائِس..
حَكَمْتُ عَلَيْكَ بالجوعِ و الخنوع و انقطاع الرّجوع..
آمين..
موسيقى الخلفية (207)