
موسيقى الخلفيّة (207)
و بَنَى لها قصراً مهيباً مِنْ سراب..
و استَوْحَشَت طول الغياب و الارتياب..
و أظلَّها بفسيفساء و حين ظَنَّت أنَّها..
مَلَكَتْ حظوظ الدُّنيا.. أذلّها..
شَرَعَت تثور عليه كأنَّها..
ذات اختيار و عِزّ يُعَظِّم شَأْنَها..
و تَمَلَّكَت كُلّّ الزِّمَامِ وَ أنَّها..
حَرَمَتْ عزيز القَوْمِ قَبلَهُ حُبَّها..
جَحَد الحديث.. و ثَارَ.. مَزَّقَ ثَوْبَها..
و أَذَلَّها.. وَ كذلك عَرِفَتْ حينها..
أنَّ الأعالي ذاتَ سَقْطَةِ مُنْتَهى’..
إِنّ الأعالي بمالها و بشهدها..
ذات انحطاطٍ.. ذات سَفْحٍ تَحْتَها..
و عندها.. ما صار يُجدي بُكَائَها..
و تألَّمَت.. راحت تُحاكي نَفْسها..
و بِهَجْرِها لِذي السَّواعِد قَبْلَها..
فَقَدَت سَليل أبطالِ الوَرَى’..
ما صار جَمْعٌ غفيرٌ مِنْ رجالٍ..
مَنْ يستطيع أَنْ يَتَمَلَّك قلبها..
شعر ابن عوض