
غريب قوي ان كل سنه تلاقي طلاب المراحل التعليمية المختلفة بيرددوا عبارة واحدة “فارغة”
“الامتحان السنه دي كان أصعب سنة”.
لو هي متصاعدة بالشكل ده و ان كل سنة أصعب من السابقة، يعني جيل الاجداد كانوا بيروحوا يلعبوا “صلّح” في الامتحانات؟! و مع ذلك تخّرج منهم معظم إن لم يكن كُلّ عمالقة الفكر و الأدب و الفنون!
و دي محاولة للتصالح مع النفس و ايهام الأهل و الجيران بأن الطالب في الأصل “لوزعي.. ألمعي” بس الزمن جار عليه..
و الاقي الأهالي قلبت أبواق إعلامية تنوّح على الطالب ال “أصعب سنة” يا ولداه و انه ذكي جداً، في محاولات مضنية ان حد يصدقهم، و الحوار يقلب فجأة امتحان اولاد مين كان ال “أصعب سنة”؛ و دي نتيجه الفضا.
و تلاقي من الناحية التانية ترمي عبارة بأسى فيها تناقض صارخ لموقفها السابق و متعرفش هو ذاكر بس “أصعب سنة” و لا هو “لعبي”، تقول “هو زكي بس لو يذاكر..”؛ احب أقولها يا سيدتي الفاضلة “ست يا ام زكي زكي بيعيط!”.
و لازم كل سنه حالات اغماء و انتحار بسبب الامتحان! و الناجين ما بين مبلّم و مسهّم، أما الطلاب مش ال “أصعب سنة” هم دول اللي محتمل يطلع منهم النوابغ و ليس الفئة الأولى.
و مع ذلك، في أعمار مختلفة بقابل الناس بتاعت “أصعب سنه دي و حتى بعد التَخَرُّج و بتلاقيهم أفشل الناس في الامتحانات التانية، سواءاً امتحانات المنطق أو الموقف أو الفكاهة حتى، مع ذلك كل اللي بيفتكره انه مجابش مجموع بسبب “أصعب سنة”، و غالباً الناس دي بتستكمل موجة الاتكالية و السببية اللي هما عايشينها و لازم يوجدوا دايماً حيطة مايلة و شماعة لفشل بعض مساعيهم، و العنصر المشترك ما بينهم استحالة الاعتراف بالتقصير لتصحيح المسار و يهوون رياضة الجري في المكان.